ان المنتج الأبرز لشركة فايزر بلا شك هو لقاحها الرائد ضد فيروس كورونا، وهو ما دفع الشركة إلى تحقيق إيرادات سنوية غير مسبوقة تجاوزت 100 مليار دولار العام الماضي. ورغم ذلك، فقد شهد أداء سهم فايزر هذا العام تراجعاً بنسبة 35% تقريباً.
ويثير انخفاض سعر السهم المخاوف، بالنظر إلى الإيرادات القوية. يخشى المستثمرون انخفاض مبيعات لقاحات شركة فايزر مع انتقالنا إلى عالم ما بعد الوباء، ولا سيما بسبب تراجع الطلب على اللقاحات. بالإضافة إلى ذلك، تتصارع شركة فايزر مع انتهاء صلاحية براءات الاختراع الوشيكة للمنتجات الحيوية، مما يشكل تهديداً وشيكاً بخسارة الإيرادات. ومع ذلك فإن شركة فايزر، شركة الأدوية العملاقة، لا تستقر على أمجادها؛ بل يبدو أنها في مرحلة التحول نحو سبل جديدة للنمو. إذن، هل يعتبر سهم شركة فايزر استثماراً حكيماً في هذه المرحلة؟ دعونا نتعمق أكثر.
في البداية، لا بد من تقييم المخاطر التي تواجهها الشركة سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل المنظور. تقوم شركة Pfizer حالياً بتسويق لقاحات فيروس كورونا Comirnaty وعلاج فيروس كورونا Paxlovid. ومن المؤسف أن الطلب على هذين المنتجين يسير في مسار هبوطي. وتتوقع شركة فايزر حوالي 13.5 مليار دولار من إيرادات كوميرناتي و8 مليارات دولار من إيرادات باكسلوفيد لهذا العام. وتشير هذه التوقعات إلى انخفاض مضاعف عن مستويات الإيرادات التي شهدناها العام الماضي.
لا تعتمد هذه التقديرات فقط على العقود الحكومية المضمونة، ولكنها تأخذ في الاعتبار أيضاً المبيعات للسوق التجارية، بما في ذلك البيع المباشر للجرعات لمقدمي الرعاية الصحية. ومع تحول الحكومات عن شراء جرعات اللقاح، يتعامل مصنعو اللقاحات بشكل متزايد بشكل مباشر مع الصيدليات ومنظمات الرعاية الصحية والمشترين التجاريين الآخرين. ويشكل هذا التحول درجة من المخاطر، نظرا لأن هؤلاء العملاء التجاريين لا يبرمون عادة عقود توريد كبيرة قبل سنوات، على عكس الحكومات.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه شركة فايزر الخسارة الوشيكة للحصرية لبعض أدويتها الرائجة الأخرى في العقد المقبل، بما في ذلك دواء إليكويس المخفف للدم وعقار السرطان إيبرانس. توقعت شركة فايزر خسائر محتملة في الإيرادات تصل إلى 17 مليار دولار بين عامي 2025 و2030 بسبب انتهاء صلاحية براءات الاختراع القادمة.
وفي خضم هذه التحديات، من الضروري الاعتراف ببعض الجوانب الإيجابية لمكانة فايزر الحالية وآفاقها، والتي قد تفوق المخاوف المذكورة أعلاه.
بدءاً من منتجات فايزر الخاصة بفيروس كورونا، في حين أن مبيعاتها قد لا تكرر الحماس الذي شهدته خلال المراحل الأولى من الوباء، إلا أن كوميرناتي وباكسلوفيد لا يزال من الممكن أن تكون بمثابة مصدر مستقر للإيرادات المتكررة، وإن كان بمستويات أقل.
ابق على اتصال بالأسواق
عرب بيرغ ArabBerg هو مزيج لمجموعة من الخبراء المحترفين في مكان وزمان واحد، تُقدم أكاديمية عرب بيرغ مجموعة واسعة من الأبحاث والتحاليل وكل ما تحتاجه من الادوات الفنية والأساسية لبناء استراتيجيات تداول ناجحة عبر خبرات تمتد لأكثر من 22 عام في الأسواق الماليّة. عرب بيرغ هو أكثر من مجرد موقع للأبحاث والتحاليل - إنه شريك للتداول الناجح.