هل سهم فورد للشراء الأن؟

لا يمكن للمرء أن يتجاهل انخفاض قيمة اسهم فورد، التي يتم تداولها حالياً بمعدل سعر إلى ارباح يبلغ 6.8. قد يمثل هذا التفاوت في التقييم فرصة مقنعة للمستثمرين المحتملين. والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان ينبغي للمستثمرين اغتنام هذه اللحظة للاستحواذ على اسهم في شركة السيارات العملاقة هذه. لتقديم تقييم مستنير، يصبح من الضروري التدقيق في أداء فورد المالي الأخير إلى جانب العوامل الأخرى ذات الصلة.

هل سهم فورد للشراء الأن؟

خيبت النتائج المالية للربع الثالث من عام 2023 (المنتهية في 30 سبتمبر) آمال المستثمرين، كما يتضح من الانخفاض اللاحق بنسبة 9٪ في قيمة السهم بعد الإعلان. في حين بلغت إيرادات السيارات 41.2 مليار دولار، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع توقعات وول ستريت، فإن ربحية السهم المعدلة البالغة 0.39 دولار تمثل زيادة بنسبة 30٪ عن العام السابق ولكنها فاقت التوقعات بهامش كبير.

كان التطور المثير للقلق بشكل خاص هو إلغاء فورد لتوجيهاتها للعام بأكمله بسبب تداعيات الإضرابات النقابية. كان من المتوقع سابقاً أن يولد 11.5 مليار دولار من صافي الدخل المعدل في عام 2023، ويؤكد هذا الانسحاب على التأثير التخريبي للإضرابات المستمرة على الإنتاج وسلاسل التوريد والكفاءة التشغيلية، كما أوضح ذلك المدير المالي جون لولر خلال مكالمة ارباح الربع الثالث من عام 2023.

إن الآثار السلبية للإضرابات واضحة، حيث أشار لولر إلى انخفاض يقدر بنحو 1.3 مليار دولار في الدخل التشغيلي للعام بأكمله بسبب توقف الإنتاج.

علاوة على ذلك، تواجه شركة فورد تحديات في تحقيق أهدافها الطموحة في مجال السيارات الكهربائية، حيث اضطرت إلى تأجيل استثمارات بقيمة 12 مليار دولار في السيارات الكهربائية بسبب ارتفاع التكاليف والطلب الفاتر.

وبعيداً عن المحن الأخيرة، يجب على المستثمرين أيضاً أن يفكروا في التحديات الأوسع التي تواجه شركة فورد. وأهم هذه التحديات هو غياب الميزة التنافسية المستدامة أو الخندق الاقتصادي. يعد هذا العامل محورياً بالنسبة للمستثمرين الذين يفكرون في ملكية الاسهم على المدى الطويل.

في حين أن الاعتراف بعلامة فورد التجارية منذ فترة طويلة قد يُنظر إليه على أنه خندق محتمل، فإن هامشها الإجمالي يشير إلى الافتقار إلى الميزة التنافسية، خاصة عند مقارنتها بالمنافسين الرئيسيين مثل جنرال موتورز وهوندا وتويوتا وهيونداي وكيا. ومع حصتها البالغة 5% فقط من سوق السيارات العالمية، فإن مكانة فورد باعتبارها لاعباً صغيراً نسبياً يسلط الضوء على ضعفها في مشهد تنافسي شديد.

علاوة على ذلك، تؤكد الهوامش الضئيلة للشركة على الطبيعة القاسية لهذه الصناعة، في ظل المخاطر الدائمة المتمثلة في حروب الأسعار التي تؤدي إلى تفاقم ضغوط التكلفة. وتضيف الطبيعة الدورية لقطاع السيارات طبقة أخرى من التعقيد، حيث تدفع فترات الركود المستهلكين إلى تأجيل شراء السيارات الجديدة، مما قد يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها شركة فورد.

في حين أن بعض المستثمرين قد يفكرون في توقيت الدورة الاقتصادية للاستفادة من الانتعاش المحتمل لشركة فورد، فإن مثل هذه المساعي محفوفة بعدم اليقين والتعقيد.