كيف تأثر الاقتصاد العالمي ببداية الحرب الروسية الأوكرانية

واصلت القوات الروسية توغلها في أوكرانيا الخميس، في مواجهة انتقادات واسعة من المجتمع الدولي وإثارة ما يمكن أن يكون أزمة خارجية طويلة الأمد، فضلا عن أزمة اقتصادية.

كيف تأثر الاقتصاد العالمي وسوق السلع مع بداية الحرب وما المخاوف التي أثارتها؟

أزمة في أسواق النفط والقمح

يتمثل التأثير الأكبر لروسيا في الاقتصاد العالمي في السلع - فهي ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم وثالث أكبر منتج للنفط. من المتوقع أن يؤدي أي اضطراب ممتد للنظام العالمي إلى فرض ضغوط شديدة على أسعار الطاقة، والتي كانت ترتفع بالفعل حيث أدى تراجع القيود الوبائية إلى تحرير الطلب المكبوت:

وقفز خام القياس العالمي مزيج برنت، الخميس، 9 بالمئة إلى ما يقرب من 106 دولارات للبرميل، وهو أعلى مستوى في نحو ثماني سنوات. ارتفعت العقود الآجلة لأسعار الغاز بالجملة في أوروبا بنسبة 69٪ لتصل إلى 142 يورو لكل ميغاواط / ساعة - كانت 16 يورو فقط قبل عام واحد.

تمثل روسيا وأوكرانيا أيضاً 14 ٪ من إنتاج القمح في العالم وما يقرب من ثلث إجمالي صادرات القمح. ارتفعت العقود الآجلة للقمح المدرجة في شيكاغو بنسبة 6٪ إلى 9.26 دولار للبوشل، وهو أعلى سعر منذ ما يقرب من عقد. كما أن البلدين يمثلان خُمس تجارة الذرة العالمية.

فرض الاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا وكندا وألمانيا والولايات المتحدة عقوبات مختلفة ضد البنوك والشركات المالية الروسية يوم الخميس. بشكل جماعي، يمتلك القطاع المالي في البلاد أصولاً بقيمة 1.4 تريليون دولار. اقترحت المملكة المتحدة إخراج روسيا من نظام المدفوعات الدولي السريع Swift، على الرغم من أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي والألمان وصفوا هذه الخطوة بأنها بعيدة جداً. وفي الوقت نفسه، حذرت مجلة The Economist من أن تصعيد معركة العقوبات الاقتصادية قد يدفع روسيا إلى حجب غاز النيون (الذي يستخدم لتصنيع أشباه الموصلات و 70٪ منه يأتي من أوكرانيا)، أو حظر شركات الطيران الغربية من طرق التحليق المؤدية إلى آسيا، أو حتى التفكير في شن هجمات إلكترونية ضدها. المؤسسات المالية في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.

قال تريفور جريثام، رئيس الأصول المتعددة في رويال لندن أسيت مانجمنت، لصحيفة فاينانشيال تايمز: "التوتر الجيوسياسي يرفع أسعار النفط، مما يعني أن التضخم الذي كان يعتبر مؤقتاً قبل بضعة أشهر قد يستمر لفترة أطول". "إن تأثير التضخم الكبير في الولايات المتحدة وأوروبا يعني أن البنوك المركزية يمكن أن ترفع أسعار الفائدة أكثر مما كان متوقعا، مما يؤدي إلى مخاطر التضخم المصحوب بركود اقتصادي."

قلل محلل آخر من قوة روسيا في التأثير على اسواق أوسع. قال جيسون فورمان الخبير الاقتصادي بجامعة هارفارد لصحيفة نيويورك تايمز: "روسيا غير مهمة بشكل لا يصدق في الاقتصاد العالمي باستثناء النفط والغاز". "إنها في الأساس محطة وقود كبيرة.

إخلاء المسؤولية: تم إعداد هذا التقرير من مركز عرب بيرغ للأبحاث والتحليل، وهو يعكس وجه نظر مركز أبحاث قسم البحث والتطوير فقط لا أكثر. لا تشكل المعلومات الواردة أي نصيحة استثمارية أو رؤية تداول معينة. يجب عليك الإدراك أن الأداء المستقبلي ليس مرتبطاً بالأداء السابق. سوف تحتاج إلى إذن مباشر وصريح من عرب بيرغ في إعادة نشر هذا التقرير أو نسخ المحتوى أو أي جزء أو اقتباس منه.