ما هي حبة السم تواجه فيها تويتر محاولة استيلاء ايلون ماسك

عرض الملياردير ايلون ماسك مؤخراً 54.20 دولاراً للسهم الواحد (43 مليار دولار) للاستحواذ على تويتر (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز NYSE: TWTR)، واستجابت الشركة سريعاً بتبني خطة حقوق المساهمين - المعروفة أكثر باسم "الحبة السامة" - للمقاومة العرض.

ستمنح الخطة المساهمين القدرة على شراء الاسهم المخفضة إذا حاول ايلون ماسك أو أي شخص آخر شراء أكثر من 15٪ من الشركة. ستضعف الاسهم الإضافية ملكية ايلون ماسك  وإما تنجح في إعاقة محاولة الاستحواذ أو جعلها أكثر تكلفة بكثير. فما هي الحبة السم؟ وماذا تفعل إذا تبنت إحدى الشركات التي تمتلك فيها اسهما واحدة؟

ما هي اجراءات حبة السم؟

اجراءات الحبة السامة هي استراتيجية دفاعية للشركات ضد محاولات الاستيلاء العدائية. الاسم مشتق من حبة السم التي استمر جواسيس حقبة الحرب الباردة في الانتحار إذا تم القبض عليهم.

الاسم له دلالة سلبية واضحة ولسبب وجيه. لا يؤدي تدفق الاسهم الجديدة في السوق إلى إضعاف اسهم الطرف الذي يحاول الاستيلاء على الشركة فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى إضعاف المساهمين الآخرين. إذ يعتقد العديد من المستثمرين أن هذا التكتيك عادة ما يكون ضاراً بقيمة المساهمين ويعمل فقط على إبقاء فرق الإدارة السيئة في مكانها.

في حالة استثمار ايلون ماسك في Twitter، يحاول مجلس الإدارة الحد من تأثير التخفيف على المساهمين الحاليين من خلال منحهم الحق في شراء الاسهم بسعر مخفض. بالنسبة للمساهمين من غير ايلون، ستكون فرصة للاحتفاظ بنفس وضع الملكية في الشركة. وبالطبع، فإن ذلك يستبعد المساهمين الذين لا يختارون شراء المزيد من الاسهم لأنهم لا يحبون التقييم الحالي للشركة أو لأسباب أخرى. فيما يجادل المدافعون عن اجراءات حبة السم بأنها تجبر المعاديين على التفاوض مع مجلس الإدارة وقد يمنح المجلس أيضاً وقتاً للبحث عن مشترين إضافيين قد ينتهي بهم الأمر بتقديم المزيد للشركة.

كيف تعمل الحبة السامة؟

اشتملت حبوب السم الأصلية، التي استخدمت في الثمانينيات، على قيام شركة بإصدار اسهم جديدة في السوق مقابل كل سهم اشتراه المشتري. لنفترض أن لدى شركة ما مليار سهم قائمة وأن شركة Incorporaider تحاول الاستحواذ العدائي، بدءاً من شراء 9٪ من اسهم الشركة.

يمكن أن تتبنى الشركة خطة حقوق المساهمين التي تصدر اسهما جديدة في أي وقت يشتري فيه مشتر خارجي أكثر من 10٪ من الشركة دون إذن مجلس الإدارة. إذا اشترت Incorporaider 60 مليون سهم أخرى، في محاولة لرفع مركزها إلى 15 ٪ من الملكية، فإن الشركة ستغرق السوق باسهم جديدة لخفض نسبة ملكية المهاجم.

هذا من شأنه أن يقلل من قيمة السهم للشركة. قبل دخول الحبة السامة حيز التنفيذ، تم توزيع ارباح الشركة على مليار سهم. كل سهم إضافي يتم إصداره ينتشر تلك الارباح بشكل أقل. في النهاية، الشركة ليست مجرد هدف استحواذ جذاب.

تذكر أنه في حين أن هذا التكتيك يمكن أن يكون فعالاً للغاية في مقاومة عروض الاستحواذ العدائية، إلا أنه سيء ​​أيضاً للمساهمين الحاليين. نظراً لأنه يتم تخفيف الاسهم لجعل الشركة أقل جاذبية لمهاجم الشركات، فإنها تصبح أيضاً أقل جاذبية للمساهمين الحاليين والسوق.

أمثلة على اجراءات الحبة السامة

حدث المثال الأول للحبوب السامة الفعالة في الثمانينيات عندما أغرقت شركة جنرال أويل السوق بالاسهم لتجنب الاستيلاء العدائي من قبل تي بون بيكنز. قضت المحكمة العليا في ديلاوير بأن هذا التكتيك كان قانونياً في عام 1985.

في عام 2012، تبنت شركة نتفلكس الخطة عندما احتل كارل إيكان، الناشط المساهم في الشركة والمغامر، 9.98٪ في الشركة. إذ قال Icahn إنه شعر أن Netflix قد حان للاستحواذ من أحد عمالقة التكنولوجيا واستثمر في البداية حوالي 320 مليون دولار. لقد قطعها إلى النصف في عام 2013، وفي النهاية صرفها في عام 2015 مع مكاسب قدرها 1.9 مليار دولار. لحسن الحظ بالنسبة لـ Icahn وغيره من المساهمين، لم يتم تنشيط الحبة السامة، واكتشف السوق في النهاية القيمة الحقيقية لـ Netflix.

حدث دفاع أحدث عن الحبة السامة في عام 2018 عندما استخدمت Papa John's International واحدة لمنع مؤسس John Schnatter من تولي الشركة. شناتر، الذي أطيح به بعد أن ورد أنه استخدم افتراءات عنصرية في مكالمة جماعية للشركة، يمتلك 30٪ من الشركة.

خطط Papa John لتوزيع الحقوق على كل مساهم آخر بحيث إذا زاد Schnatter حصته إلى أكثر من 30 ٪، أو حاول أي مساهم آخر شراء حصة تزيد عن 15 ٪ من الشركة، يمكن للمساهمين الآخرين شراء اسهم إضافية. ستضاعف الخطة بشكل فعال سعر Schnatter للسيطرة على الشركة.

هل تنجح إجراءات الحبة السامة في حماية المساهمين فعلاً؟

من الجدير بالذكر أنه في كل من الأمثلة المذكورة أعلاه، نجحت الشركة في صد عملية الاستحواذ. في قضيتي Netflix و Papa John، لم يتم تخفيف الاسهم. في الواقع، تمت مكافأة مساهمي Netflix بعائد في مكان ما يقارب 3500٪ خلال السنوات العشر الماضية - على الأرجح أكثر بكثير مما لو اشترى عملاق التكنولوجيا الشركة بعلاوة في عام 2012.

ومع ذلك، إذا كانت إحدى الشركات التي تستثمر فيها تهدد، أو تقوم بالفعل، بتفعيل اجراءات الحبة السامة، فقد حان الوقت لإعادة التقييم. يمكن أن تنتهي حبوب السموم بالنجاح. ومع ذلك، في أحسن الأحوال، يقومون بإلغاء قرار قبول الاستحواذ من المساهمين. في أسوأ الأحوال، فإنهم يخففون من قيمة الشركة لدرجة أنها قد لا تكون استثماراً جيداً.

إخلاء المسؤولية: تم إعداد هذا التقرير من مركز عرب بيرغ للأبحاث والتحليل، وهو يعكس وجه نظر مركز أبحاث قسم البحث والتطوير فقط لا أكثر. لا تشكل المعلومات الواردة أي نصيحة استثمارية أو رؤية تداول معينة. يجب عليك الإدراك أن الأداء المستقبلي ليس مرتبطاً بالأداء السابق. سوف تحتاج إلى إذن مباشر وصريح من عرب بيرغ في إعادة نشر هذا التقرير أو نسخ المحتوى أو أي جزء أو اقتباس منه.