تطورات الاسواق العالمية 09.11.2023

في غضون أسبوع، تحولت المعنويات من توقع أسعار فائدة أعلى لفترة طويلة إلى النظر في تخفيضات أسعار الفائدة في عام 2024. والجدير بالذكر أن مقاومة محافظي البنوك المركزية لهذا التحول أقل قوة هذه المرة.

تطورات الاسواق العالمية:

وقد ساهمت البيانات الاقتصادية من أوروبا في هذا التغيير في المعنويات. بل على العكس من ذلك، أظهر الاقتصاد الأميركي قدراً أعظم من المرونة. أثر البيان الأخير لكبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هيو بيل، الذي يقترح تخفيضات أسعار الفائدة في منتصف عام 2024، على عوائد السندات الحكومية في المملكة المتحدة لمدة عامين، حيث وصل إلى أدنى مستوياته منذ أوائل يونيو. من المتوقع أن تكشف أرقام التضخم القادمة لشهر أكتوبر في المملكة المتحدة عن تباطؤ كبير في المعدل الرئيسي لمؤشر أسعار المستهلك.

وبالنظر إلى التحديات المقبلة بالنسبة للاقتصاد البريطاني، فإن نقص الطلب قد يلعب دورا في التأثير على قرارات البنك المركزي. وتنطبق اعتبارات مماثلة على أوروبا والبنك المركزي الأوروبي، حيث معدل التضخم الإجمالي أقل مما هو عليه في المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن تنخفض أرقام مؤشر أسعار المستهلكين الألماني لشهر أكتوبر من 4.3% إلى 3%، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2021.

وبدراسة البيانات الاقتصادية الألمانية، تبدو فكرة قيام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة غير محتملة. شهد الإنتاج الصناعي في سبتمبر انكماشاً كبيراً بنسبة -1.4%، وظل مؤشر مديري المشتريات لقطاع البناء أقل من 40 للشهر الثاني على التوالي، مما يشير إلى أن الوضع الاقتصادي أسوأ من الركود المعتدل.

واستناداً إلى البيانات الاقتصادية، قد يواجه البنك المركزي الأوروبي ضغوطاً لبدء تخفيضات أسعار الفائدة في وقت مبكر من بداية الربع الثاني من العام المقبل. ستتم مراقبة تصريحات اليوم من كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين، إلى جانب الصقور مثل بيير وونش ويواكيم ناجل، عن كثب.

في المقابل، أظهرت الاسواق الأمريكية مرونة أكبر، وحققت مكاسب أصغر ومتزايدة خلال اليومين الماضيين. وصل مؤشر ناسداك 100 إلى أعلى مستوى له منذ شهرين تقريباً، مدعوماً بالانخفاضات الكبيرة في الطرف الأطول من منحنى العائد. وشهدت عوائد السندات لأجل 10 سنوات و30 عاما انخفاضات حادة في الأيام القليلة الماضية.

هناك شعور بأن الاسواق الأمريكية ربما تتقدم على نفسها، مع الأخذ في الاعتبار المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي. وأدت بيانات الصادرات الضعيفة من الصين إلى تراجع كبير في أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ يوليو. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت مخزونات النفط الأمريكية بشكل حاد بمقدار 12 مليون برميل الأسبوع الماضي، مما ساهم في زيادة المعنويات السلبية.

على الرغم من النهاية القوية في الاسواق الأمريكية، فإن الاسواق الأوروبية تستعد للافتتاح على انخفاض، متأثرة بالجلسة الآسيوية الأضعف والتأثير غير المباشر للبيانات الاقتصادية الصينية الضعيفة وانخفاض الطلب على النفط.