تراجع جماعي لأسهم النفط مع الارقام الصادمة من الصين

تراجعت اسهم شركات التنقيب عن النفط أوكسيدنتال بتروليوم (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز NYSE: OXY) و Devon Energy (DVN) و Diamondback Energy (FANG) أكثر من السوق يوم الإثنين. بعد أن انخفض كل سهم بنسبة 5٪ في التعاملات المبكرة، تعافى إلى انخفاض بنسبة 2.4٪ و 3.5٪ و 2.6٪ على التوالي اعتباراً من الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت الشرقي الأمس لكن تقلصت هذه الخسائر بشكل طفيف عند الإغلاق.

ارقام التصنيع الصينية تصدم أسواق الطاقة العالمية وتأجج المخاوف حول مستقبل نمو الاقتصاد العالمي

تعرض قطاع الطاقة المتقلب لضربة مزدوجة من الأخبار السيئة صباح الامس، حيث خيب أمل البيانات الاقتصادية الأخيرة من كل من الصين وجزء من الولايات المتحدة. ويعتقد البعض أن اتفاقاً نووياً مع إيران سيحدث قريباً، مما سيجلب المزيد من البراميل إلى السوق العالمية. ونتيجة لذلك، انخفضت أسعار النفط بنحو 4٪، وهي الآن أقل مما كانت عليه قبل الحرب في أوكرانيا.

في صباح يوم الاثنين، ارتفعت أرقام الإنتاج الصناعي الصيني لشهر يوليو بنسبة 3.8٪، وهي أقل بكثير من توقعات الاقتصاديين عند 4.5٪. تهدف الصين إلى تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 5.5٪ هذا العام، ولكن مع اقتراب النصف الأول من العام أقل من ذلك بكثير، سيتعين على البلاد بذل أكثر من 5.5٪ للوصول إلى هذا الهدف. تراجع المسؤولون في الصين عن هذا الخطاب مؤخراً، ولا يبدو أن الوضع سيتحسن كثيراً، طالما استمر المسؤولون في تنفيذ سياسات البلاد "صفر COVID".

بالإضافة إلى ذلك، جاءت بيانات التصنيع الضعيفة من مؤشر إمباير ستيت في نيويورك، والذي انخفض بمقدار 42.4 نقطة مئوية إلى قراءة سلبية 31.3، مما يشير إلى الانكماش في الصناعة التحويلية في المنطقة.

من الواضح أن البيانات الاقتصادية والتصنيعية الضعيفة تعتبر بمثابة رياح معاكسة للطلب على النفط. يبدو أن الشروط المالية الأكثر تشدداً التي طبقها بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت سابق من هذا العام قد بدأت في التأثير على النمو الاقتصادي.

في الوقت نفسه، يتقدم وضع الاتفاق النووي الإيراني، حيث يطلب مفاوضو الاتحاد الأوروبي إجابة على مسودة الاتفاق بحلول الليلة. في حين تم تأجيل الجدول الزمني للصفقة مراراً وتكراراً، فمن المحتمل أن يتم التوصل إلى صفقة على المدى القريب - على الرغم من أن لا أحد يعرف حقاً ما إذا كان سيحدث، حيث يلعب كلا الجانبين بالقرب من السترة.

على أي حال، كان ضعف النمو في أكبر اقتصادين في العالم جنباً إلى جنب مع احتمال وصول المزيد من البراميل الإيرانية إلى الاسواق العالمية كافياً لتراجع أسعار النفط يوم الاثنين.

مستقبل أسهم النفط

هل هذه بداية تباطؤ أكبر أم مجرد تراجع في الطريق إلى ارتفاع أسعار النفط؟ من الصعب حقاً معرفة ذلك في هذا السوق المجنون، حيث تتعارض تيارات العرض الضيق مع تراجع النمو الاقتصادي، خاصة في الصين، مع بعضها البعض.

ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى التخلي عن القطاع، تذكر أنه من المتوقع أن تتوقف عمليات إطلاق مليون برميل يومياً من احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي في أكتوبر. بالإضافة إلى ذلك، وافق الاتحاد الأوروبي على حظر استيراد الخام الروسي عن طريق البحر اعتباراً من ديسمبر.

وخفض البنك المركزي الصيني سعر الإقراض الرئيسي اليوم، استجابة لبيانات التصنيع الضعيفة. كل هذه العوامل يمكن أن تدعم أسعار النفط. ربما هذا هو سبب ارتداد أسهم الطاقة عن انخفاضها في الأيام الأولى في الوقت الحالي.

كان الاستثمار في التنقيب عن النفط منخفضاً خلال السنوات الخمس الماضية أو نحو ذلك، وتعهدت معظم شركات النفط بأن تكون أكثر انضباطاً في الإنفاق الرأسمالي. على هذا النحو، قد تكون الأرضية لأسعار النفط أعلى مما كانت عليه في حقبة ازدهار الصخر الزيتي المتحررة بأي ثمن.

ربما يكون من الأفضل الاحتفاظ بنسبة مئوية ثابتة من محفظة الفرد مخصصة لقطاع الطاقة، وإعادة التوازن إلى هذا التخصيص اعتماداً على كيفية تحرك الطاقة بالنسبة لبقية السوق.