تطورات الاسواق العالمية 06.04.2023

دفع المزيد من الضعف في البيانات الاقتصادية الأمريكية حركة الأسعار يوم أمس، مع إغلاق الأسواق الاوروبية على انخفاض طفيف، وحذت الأسواق الأمريكية حذوها بعد بينات مؤشر ISM لقطاع الخدمات لشهر مارس الذي شهد انخفاضاً أكبر من المتوقع في الرقم الرئيسي إلى 51.2، وقاد مؤشر ناسداك 100 هذا الانخفاض. يبدو أن تقرير الوظائف غير الزراعية هو محور اهتمام الاسواق المالية حالياً؟ ماهو تأثير هذه البيانات على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي حول مصير أسعار الفائدة؟ وماذا عن البنك المركزي الاوروبي والبنك المركزي البريطاني؟ دعنا نرى تطورات الأسواق العالمية اليوم!

شهد تقرير الوظائف ADP أيضاً تباطؤاً في نمو الوظائف، ومع ذلك، كان مسح مؤشر ISM هو الذي أثار بعض القلق وتسبب بالمزيد من الضعف في عوائد سندات الخزانة الأمريكية.

لم يقتصر الأمر على انخفاض الرقم الرئيسي من 55.1 إلى 51.2، ولكننا شهدنا أيضاً انخفاض الأسعار المدفوعة إلى 59.5 من 65.6 وتراجع عنصر التوظيف إلى 51.2 من 54. والتي بدأت في إحداث بعض الآثار المتتالية على الاقتصاد الأوسع.

بعد صدور بيانات التصنيع الضعيفة، يبدو أن هناك شعوراً بأن الأسواق تريد أن تصدق أن الاقتصاد يتباطأ، وهو كذلك على الأرجح، إن الزيادات الأخيرة في أسعار الفائدة هي السبب، ويحتاج بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى عكس ذلك.

يعتبر تقرير الوظائف غير الزراعية غداً هو الحافز التالي لهذه الرواية، على الرغم من الحكم على بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية الأخيرة، فإن سوق العمل الأمريكي لا يزال يبدو قوياً للغاية. من المتوقع أن تظهر مطالبات اليوم ارتفاعاً متواضعاً إلى 200 ألفاً من 198 ألفاً، ومع ذلك، من غير المرجح أن تصبح صورة السوق أكثر وضوحًا حتى الأسبوع المقبل عندما تحصل الأسواق الأمريكية على الفرصة الأولى للرد على تقرير الوظائف غداً، وكذلك تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مارس.

على عكس الامر في السوق الامريكي، انتعش قطاع الخدمات في السوق الاوروبية حيث حققت البيانات مكاسب قوية في إسبانيا وإيطاليا مع اقترابنا من موسم السياحة الصيفي.

سجل نشاط قطاع الخدمات في إسبانيا أفضل مستوياته منذ أواخر عام 2021، بينما سجل نشاط الخدمات في إيطاليا أعلى مستوياته في 11 شهراً. في الأسواق الآسيوية، أو في السوق الصيني بشكل أكثر تحديداً، هناك اتجاه مماثل، حيث ارتفع رقم مؤشر مديري المشتريات الخدمي Caixin الأخير أيضاً في مارس، حيث ينتعش النشاط الاقتصادي الصيني بعد إعادة الافتتاح الاقتصادي.

مع تحذير كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي، فيليب لين أمس من أن تضخم أسعار المواد الغذائية في الاتحاد الأوروبي لا يزال يرتفع، فإن الضغط يتراكم لمزيد من رفع أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي في الأسابيع المقبلة، حتى مع تضاؤل التوقعات حول ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في المستقبل على خلفية البيانات الضعيفة الأخيرة.

ستكون الأيام القليلة القادمة أساسية لمعرفة ما إذا كنا سنشهد ارتفاعًا آخر في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من بنك الاحتياطي الفيدرالي في مايو. قد يؤدي تقرير الوظائف الضعيفة غداً، جنباً إلى جنب مع قراءة مؤشر أسعار المستهلك الضعيفة الأسبوع المقبل، إلى تمديد الفترة الزمنية لنرى ارتفاع آخر بمقدار 25 نقطة أساس.

من غير المرجح أن نرى أيضاً تحول في نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي، وهو ما تقوم الأسواق بتسعيره بشكل متزايد. ستحتاج معدلات التضخم إلى تحقيق المزيد من الانخفاض أكثر من المستويات الحالية حتى يحدث ذلك ولا يبدو أن هذا يحدث في الوقت الحالي.

شهد الجنيه الإسترليني بعض التراجع يوم أمس بعد أن سجل أعلى مستوياته في 9 أشهر مقابل الدولار الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع. تشير التعليقات الأخيرة من كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا "هوو بيل" إلى أن ارتفاع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لا يزال على هو الاحتمال القائم على الطاولة عندما تجتمع لجنة السياسة النقدية في المرة القادمة. تظهر البيانات الاقتصادية التي جاءت أفضل من المتوقع مؤخراً أن الاقتصاد البريطاني قد تحسن بشكل كبير من نهاية العام الماضي، ومن المتوقع أن يُسجّل مؤشر مديري المشتريات الإنشائي لشهر مارس أرقام جيدة للربع الأول.

لدينا أيضاً تقرير الوظائف الكندي لشهر مارس والذي من المتوقع أن يظهر إضافة 10.2 ألف وظيفة جديدة وأن يرتفع معدل البطالة إلى 5.1٪.

من المتوقع أن تشهد بيانات الوظائف الأمريكية غداً إضافة 236 ألف وظيفة، بانخفاض من 311 ألفاً مع بقاء معدل البطالة دون تغيير عند 3.6٪. أي تغيير في الاتجاه الهبوطي سوف يضيف إلى التحيز التأكيدي للأسواق بأن التباطؤ الاقتصادي وشيك.