تطورات الاسواق العالمية 19.5.2022

بعد أن شهدنا بعض المكاسب اللائقة في الجزء الأول من الأسبوع، شهد يوم أمس تراجع الاسواق الاوروبية مرة أخرى بعد أن كرر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جاي باول عزم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على استعادة زمام المبادرة عندما يتعلق الأمر بكبح جماح التضخم.

امتد الضعف في أوروبا إلى جلسة السوق الأمريكية، بعد خسارة ارباح كبيرة من متاجر التجزئة الأمريكية Target، والتي تليها من وول مارت في اليوم السابق، شهدت تسارع الخسائر، حيث أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز S & P500 وكذلك مؤشر ناسداك Nasdaq 100 على انخفاض أكثر من 4٪. لم تكن الاسواق الاسيوية قادرة على التخلص من هذه العقلية السلبية، مع جلسة ضعيفة مماثلة بقيادة اسهم شركات التكنولوجيا الصينية بشكل أساسي بعد أن خسرت Tencent أيضاً الارباح.

أثارت تعليقات باول القائلة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يتردد في تشديد معدل أسعار الفائدة إلى ما بعد الحياد حتى يكون هناك دليل واضح على أن التضخم تحت السيطرة، أثار مخاوف بشأن وتيرة أكثر عدوانية لرفع اسعار الفائدة، بما يتجاوز ما تم تحديده في الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

بينما بدت الاسواق مرتاحة لفكرة تحرك 50 نقطة أساس لهذا الشهر، متبوعاً بـ 50 نقطة أساس أخرى في يونيو، يبدو الآن أن هناك حديثاً عن 50 نقطة أساس في يوليو أيضاً، بعد تعليقات من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر بهذا المعنى الليلة الماضية، مع احتمال لمزيد من الحركات بوتيرة محسوبة بعد ذلك.

مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة بالفعل إلى أعلى مستوياته في 40 عاماً وبدأت تبدو لزجة بشكل متزايد، يبدو أن نغمة بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تتحول إلى محور أكثر تشدداً بقصد تليين السوق لتحركات أسرع في سعر الفائدة الفيدرالية. تضررت المعنويات بشكل أكبر بسبب التضخم في المملكة المتحدة الذي ارتفع إلى مستوى قياسي مرتفع على مقياس مؤشر أسعار المستهلكين عند 9٪، وقفز مؤشر أسعار المستهلكين الكندي إلى أعلى مستوى له في 32 عاماً، وأصبح من الواضح أن الأسعار ستظل مرتفعة لفترة أطول بكثير مما كان يعتقد في الأصل. ستكون هذه أخباراً سيئة للمستهلكين، والهوامش وبالتالي للنمو، وقد يشير ذلك إلى مزيد من الضعف في اسواق الاسهم.

يبدو أن تصريحات باول جزء من تلك الإستراتيجية كما يفعل هاركر، ومع استمرار تضييق سوق العمل في الولايات المتحدة، يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد لمواجهة مخاطر دفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود، بالنظر إلى المخزن المؤقت لمعدل البطالة. التي هي في أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات، ومعدلات الشغور عند مستويات قياسية.

وقد تفاقمت هذه المخاوف بفعل خسارة ارباح تارغيت أمس، بعد ذلك من وول مارت في اليوم السابق، والذي يبدو أنه يقدم دليلاً إضافياً على أن المستويات المرتفعة من التضخم بدأت بالفعل في التأثير على عملية صنع القرار لدى المستهلك.

أثار مدى عمليات البيع في الاسواق الأمريكية الليلة الماضية تحركاً في سندات الخزانة الأمريكية، حيث تراجعت عائدات السندات من مستوى 3٪ لتغلق عند 2.87٪، بانخفاض 11 نقطة أساس، بينما شهد الدولار الأمريكي انتعاشاً حاداً.

هذا التوتر حول التقييمات التقنية لن يساعده أحدث التوجيهات من سيسكو، بعد إغلاق الولايات المتحدة، التي خفضت توقعات إيرادات الربع الرابع إلى -1٪ إلى -5.5٪، مقابل توقع + 5.7٪، وكذلك خفض توقعات السنة كاملة.

ومن المقرر أن يُترجم هذا الضعف في اسواق الولايات المتحدة وآسيا إلى افتتاح هبوط حاد للاسواق الأوروبية، حيث نتطلع إلى أحدث أرقام مطالبات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة والتي بدأت في الأسابيع الأخيرة في الارتفاع مرة أخرى، فوق 200 ألف. ستتم أيضاً مراقبة أحدث مسح أعمال بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا لشهر مايو عن كثب بعد الإخفاق الكبير الأخير في مسح إمباير التصنيعي في وقت سابق من هذا الأسبوع.

إخلاء المسؤولية: تم إعداد هذا التقرير من مركز عرب بيرغ للأبحاث والتحليل، وهو يعكس وجه نظر مركز أبحاث قسم البحث والتطوير فقط لا أكثر. لا تشكل المعلومات الواردة أي نصيحة استثمارية أو رؤية تداول معينة. يجب عليك الإدراك أن الأداء المستقبلي ليس مرتبطاً بالأداء السابق. سوف تحتاج إلى إذن مباشر وصريح من عرب بيرغ في إعادة نشر هذا التقرير أو نسخ المحتوى أو أي جزء أو اقتباس منه.