تراجعات قياسية في الداو جونز مع توقعات التضخم شديد السلبية

انفجرت السلبية في الاسواق الامريكية يوم الجمعة عندما فوجئ المستثمرون بقراءة تضخم كانت أسوأ من المتوقع. ارتفع مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، الذي يتتبع سلة من السلع والخدمات اليومية وهو أحد نقاط البيانات التي يستخدمها المستثمرون لقياس التضخم، بنسبة 8.6٪ على أساس سنوي اعتباراً من مايو. توقع الاقتصاديون أن يأتي مؤشر أسعار المستهلكين أعلى بنسبة 8.3٪، مما أثار مخاوف من أن التضخم قد لا يكون قد بلغ ذروته وربما يزداد سوءاً.

أرقام التضخم تبدو أكثر سلبية يوماً بعد آخر وتوقع المزيد من موجات التضخم تلقي بالضغط على الاسواق الامريكية

ومع بداية هذا الاسبوع، انخفض مؤشر الداو جونز الصناعي بمقدار 876 نقطة الأمس، حيث استوعب المستثمرون تقرير التضخم السيئ من يوم الجمعة ثم حولوا انتباههم إلى اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في يونيو، والذي يبدأ غداً. في غضون ذلك، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز بحوالي 3.9٪ اليوم وأغلق في منطقة السوق الهابطة، منخفضاً بما يقارب 22٪ هذا العام.

مع استمرار ارتفاع التضخم، يشعر المستثمرون بالقلق الآن من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى اتخاذ المزيد من القوة هذا الأسبوع. كان السوق يتوقع بالفعل زيادة بمقدار نصف نقطة في اسعار الفائدة، ولكن يعتقد البعض الآن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يخطو خطوة إلى الأمام برفع سعر الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية في محاولة للسيطرة على التضخم. من المحتمل أن تؤدي الزيادات الحادة في أسعار الفائدة إلى مزيد من التقلبات في السوق. ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل سنتين لفترة وجيزة فوق سندات الخزينة لأجل 10 سنوات، فيما يعتبره الكثيرون علامة على ركود وشيك.

من أبرز الاسهم الخاسرة في مؤشر داو جونز الأمس؟

في مؤشر داو جونز، كان سهم بوينج (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز NYSE: BA) الأسوأ أداء على المؤشر، حيث أنه سهم بوينج تداولات الامس بالقرب من انخفاض بنسبة 9٪. حيث أنه إذا كان هناك ركود محتمل، فقد تضطر شركات الطيران مرة أخرى إلى تشديد ميزانياتها، مما قد يؤدي إلى تهميش مشتريات الطائرات الجديدة التي تحرك الإبرة للشركة.

من بين الخاسرين الآخرين في مؤشر داو، كانت أسهم سيلز فورس (CRM -6.96٪)، أمريكان إكسبريس (AXP -5.26٪)، وداو (DOW -5.16٪)، حيث تم إنقاذ عدد قليل من القطاعات اليوم.

لكن سهم ماكدونالدز (MCD)، واحدة من أكبر سلاسل مطاعم الوجبات السريعة في العالم، تمكنت من عكس هذا الاتجاه وكانت السهم الوحيد في مؤشر داو جونز الذي أنهى صعوداً بنسبة 0.5٪ تقريباً.

مثل العلامات التجارية الاستهلاكية الأخرى، تتوقع ماكدونالدز رفع أسعارها للتعامل مع الضغط الذي تشهده بسبب التضخم. لكن مؤخراً، قال رئيس الشركة الدولي إيان بوردن إن ماكدونالدز لن تسير بسرعة كبيرة مع زيادات الأسعار من أجل التأكد من أنها لا تنفر عملائها. مع شعور العملاء أيضاً بالضغط من ارتفاع أسعار البقالة، قد ينظر المستثمرون إلى هذا على أنه نهج محسوب. مع واحدة من أقوى العلامات التجارية للوجبات السريعة وأكثرها شهرة في العالم، من غير المرجح أن يتوقف العملاء عن الذهاب إلى ماكدونالدز لمجرد التضخم.

أنظار الاسواق الامريكية على الاحتياطي الفيدرالي وإمكانات احتواء التضخم

يخضع الاحتياطي الفيدرالي حالياً للفحص، ولا أرى الكثير من الطرق التي يمكنه من خلالها الفوز هذا الأسبوع. إذا رفع الاحتياطي الفيدرالي المعدلات بمقدار نصف نقطة فقط، فقد يتساءل السوق عما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي وراء المنحنى، كما يبدو على ما يبدو هذا العام بأكمله مع نضاله لاحتواء التضخم.

وإذا ذهب بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة قدرها ثلاثة أرباع نقاط، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة ضغط الأسعار على المستهلكين والشركات ويزيد من احتمالية دفع الاقتصاد إلى حالة ركود أكثر حدة.

في حين أن التوقعات على المدى القريب غير مؤكدة بشكل لا يصدق، يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيفعل كل ما يحتاج إليه من أجل السيطرة على الأسعار، لذلك قد نرى ذروة التضخم هذا العام. حتى الآن، كان الاقتصاد مرناً نسبياً، لذا إذا تمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من السيطرة على التضخم قريباً، فربما يمكنه فعل ذلك دون دفع الاقتصاد إلى ركود حاد.