تطورات الاسواق العالمية 9.8.2022

بعد أن أنهت نهاية الأسبوع الماضي منخفضة بعد تقرير الوظائف الأمريكي القوي، تمكنت الاسواق الاوروبية من بدء الأسبوع بقوة، بعد أداء أفضل من المتوقع في الصادرات الصينية لشهر يوليو، مما أثار التفاؤل بشأن انتعاش النشاط الاقتصادي العالمي.

لطالما بدا هذا المنطق ضعيفاً بعض الشيء نظراً للضعف في بيانات الاستيراد المقابلة، مما يشير إلى ضعف الطلب المحلي. ومع ذلك، أخذت الاسهم الأمريكية إشاراتها من نفس التفاؤل المبكر من الاسواق الأوروبية، حيث وصل مؤشر ستاندرد آند بورز إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر. سرعان ما تبخر هذا التفاؤل بعد أن أصدرت شركة Nvidia الأمريكية لصناعة الرقائق تحذيراً بشأن الارباح فيما يتعلق بأرقام الربع الثاني من العام والتي من المقرر تقديمها في 24 أغسطس.

كان هذا بمثابة عبء على قطاع التكنولوجيا وأدى في النهاية إلى تراجع مؤشر ناسداك و S & P500 عن أعلى مستوياتهما خلال اليوم والانتهاء من الانخفاض قليلاً.

ينصب التركيز الرئيسي هذا الأسبوع بشكل كبير على تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي غداً في أعقاب تقرير جداول الرواتب الوفير يوم الجمعة، والذي شهد ارتفاع عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين. شهد يوم أمس انخفاضاً أكبر بكثير في عوائد السندات لأجل 10 سنوات، في حين ظلت عائدات السندات لأجل سنتين أعلى من 3.2٪، حيث واصلت اسواق السندات تسعير أكبر انعكاس منذ انهيار الدوت كوم قبل 22 عاماً.

رفع تقرير الوظائف الوفير يوم الجمعة التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال أمامه طريق ما ليقطعه عندما يتعلق الأمر برفع اسعار الفائدة، حيث يتم تسعير 75 نقطة أساس حالياً لشهر سبتمبر، بينما تشير توقعات التضخم المنخفضة في الوقت نفسه إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون لديه مجال للنظر في رفع معدلات الفائدة بزيادات أصغر.

يبدو أن الرأي الإجماعي يميل نحو القوة الحالية في سوق الاسهم، كونه ارتفاعاً في السوق مع اتجاه صعودي محدود، بينما على الجانب الآخر، هناك من يعتقدون أننا تمكنا من تكوين قاعدة.

في حين أنه من المغري شراء فكرة أننا شهدنا أدنى مستويات العام، إلا أن أياً من حركة السعر حتى الآن لا يدعم هذا الاستنتاج. لا تزال اسواق الاسهم على جانبي المحيط الأطلسي في اتجاه هبوطي إلى حد كبير من قممها في شهر يناير، ويعمل تحذير الارباح من Nvidia فقط على التأكيد على التحديات التي تواجه، ليس فقط قطاع التكنولوجيا، ولكن الاقتصاد العالمي الأوسع.

هذا لا يعني أننا لا نرى الشركات تتفوق على التوقعات، نحن كذلك، ولكن هذا بشكل عام في المجالات التي تكون فيها الشركات قادرة على تمرير بعض الزيادات في الأسعار أو تستفيد من الاتجاهات الموسمية. فيما يبدو أن جلسة التداول الأوروبية اليوم مستعدة لرؤية الاسواق تفتح على انخفاض طفيف بعد إنهاء ضعيف في الولايات المتحدة.